بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين......مر من وقتها 1445 عاما

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا يعلم أننا في آخر الزمان وهنا إنما أعني آخر زمن الأرض بشكل عام

وليس آخر الزمان الذي تقوم الساعة فيه

فما بعثُ النبي صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق وهو آخر الأنبياء والمرسلين إلا أكبر دلالة على أننا في آخر الزمان

وقد دلت على ذالك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية

فقال الحق سبحانه وتعالى: (( اقتربت الساعة وانشق القمر))

وقال سبحانه: ((اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون))

وقال سبحانه وتعالى : ((فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ( 18 )))

وغيرها من الآيات الكريمة

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بُعثتُ أنا والساعة كهاتين" [صحيح البخاري]

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ،

ثم قال : " أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وإن أفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " .

ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش ،

ثم يقول : " أتتكم الساعة ، بعثت أنا والساعة هكذا - وأشار بإصبعيه؟ السبابة والوسطى - صبحتكم الساعة ومستكم ،

من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي " . الضياع : ولده المساكين.[مسند الإمام أحمد]_

وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ، من طرق عن جعفر بن محمد ، به ، وعند مسلم
قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " .

فإذاً بعثةُ الرسول صلى الله عليه وسلم هي أولى علامات آخر الزمان ودليل قُرب النهاية للحياة الدنيا وقُرب يوم الوعيد

فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعث والساعة كما بين السبابة والوسطى من الفرق في الطول

وما بينهما سوى قليل

ومر من وقت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الراهن ألف وأربعمائة وخمس وأربعون عاما

فبالله عليكم هل تتوقعون أن يكون هناك وقتاً أكثر من ذالك حتى تقوم الساعة؟

وأليست هذه المدة كافية حتى نكون في آخر دقائقها وثوانيها ؟

.................................................. .................

اقتباس :: فبالله عليكم هل تتوقعون أن يكون هناك وقتاً أكثر من ذالك حتى تقوم الساعة؟
وأليست هذه المدة كافية حتى نكون في آخر دقائقها وثوانيها ؟

وأول أشراط الساعة على الإطلاق أولها على الإطلاق هو مبعث محمد-عليه الصلاة والسلام- بعثته هي العلامة الأولى على اقتراب الساعة: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾8لأنه خاتم النبيين فلا نبي بعده وهذا يعني أن عمر الدنيا قد أوشك، يشهد لهذا ويدل له هذا الحديث الذي عندنا، عن أنس-رضي الله عنه- أن النبي-- قال: « بعثت أنا والساعة كهاتين »1 أو « بعثت أنا والساعة كهاتين »1 يروى بالفتح والضم فبالرفع تكون الواو عاطفة وبالنصب تكون الواو للمعية « بعثت أنا والساعة »1 بعث الله النبي-- والساعة، مع الساعة، قريبة، مع قرب الساعة، ويصور النبي-عليه الصلاة والسلام- قرب الساعة ويقول كهاتين ويضم أصبعيه السبابة والتي تليها الوسطى، « بعثت أنا والساعة كهاتين »1 وضم السبابة إلى الأخرى، أما قوله: « وضم السبابة إلى الأخرى »9 من كلام الراوي هو الذي حكى لنا كيف أشار النبي بأصبعيه كهاتين، فأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها.
هذا القرب يا ترى أن التقارب بالطول والقصر أم التقارب بالمجاورة المشهور عند شراح الحديث أن المشار بالتقارب بين الأصبعين من حيث الطول والقصر، وعندي أن الأمر محتمل كهاتين فهي إشارة إلى قرب القيامة، من بعثة النبي-عليه الصلاة والسلام- والله تعالى ينوه ويذكر قرب الساعة في مواضع: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ﴾8﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾10﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾11- سبحان الله - والقرب والبعد من الأمور النسبية التي تختلف باختلاف الأمور فالشيء الذي يقال فيه إنه قريب هذا يختلف، فقرب الساعة المذكور في القرآن وفي السنة هذا لا يعلم الخلق له حدا ومقدارا، ولا يجوز ولا يصح أن نتخيل له مقدارا لأن هذا مما استأثر الله بعلمه.
الله أعلم يمكن أنه يخطر ببال الناس منذ خمسمائة أو ستمائة أو سبعمائة أو ثمانمائة أن الساعة موشكة بعد خمسين ستين مائة سنة أو مائتين أو ما أشبه ذلك، يعني قد يخطر بالبال شيء من هذه الخواطر، لكن الأمر وراء ما يخطر بالبال يمكن نتخيل أن الآن الباقي أقل من الماضي من بعثة الرسول-- لكن هذا كله خاطر، ما يصح التعويل عليه فالذين يحدثون من بعض الخراصين أن قيام القيامة يحتمل أو يقدرون له مدة ولو على وجه التقريب هؤلاء أفاكون مفترون، لا يجوز الإصغاء إليهم ولا النظر في استدلالاتهم أبدا « بعثت أنا والساعة كهاتين »1

أما الجزء الأول من هذا النص فهو يوافق تماماً ماذكرته أعلاه
وما بدئي بهذه العلامة -أي بعثة الرسول - إلا لمعرفتنا ويقيننا جميعاً أنها أول علامات الساعة ظهوراً
أمّا ما ذُكر في آخره ففيه ما أختلف معه من جهة أن المعنى له علاقة بالطول والقصر وليس القرب والله أعلم
لأنه لو أراد القرب بأبي هو وأمي لما اختار تحديدا السبابة والوسطى في كل مرة يذكر هذا الأمر ولكان اختار الوسطى ومن كان في جوارها أياً كانت ان كانت السبابة أو غيرها
لكنه ذكر تحديدا هاتين الإصبعين فإذاً للأمر علاقة بالطول والقصر كما أسلف العلماء والمفسرون

...............

أمّا مسألة تحديد وقت معين بأنه هذا هو التاريخ المحدد الذي ستقوم فيه الساعة فلا يقول به أحد ممن علم معنى لا إله إلا الله
ولكن الحديث عن قيام علامات الساعة الكبرى وهذه حدد فيها رسول الله وقتاً تقريبياً
فذكر لنا علامات معينة إن ظهرت فعلينا أن ننتظر الدجال من يومنا أو من غدا
وكذالك روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه

..................................................

هذا والله أعلى وأعلم

منقول